الولادة الطبيعية

سواء قررتِ الولادة في بيتكِ أو في المستشفى , ولادة طبيعية أو قيصرية , كيفما كان شكل خروج هذا الطفل من جسدكِ وأينما كان وبعد مامررتِ بكل هذه المتاعب والمصاعب فأنكِ و بالتأكيد بطلٌ خارق..

تسمى الولادة بالطبيعية , عندما تكون بلا أدوية أو جراحة أو تدخل طبي أثناء المخاض , باستثناء التدخل الذي يكون غرضه التأكد من سلامة الطفل والأم مثل مراقبة نبضات قلب الجنين ، ونستطيع تعريف الولادة الطبيعية بأنها خروج الجنين من قناة الولادة الطبيعية ( المهبل ) بدون جراحة , حيث  تبدأ بالمخاض الذي يأتي على شكل انقباضات لرحم الأم تزداد مدتها وحدتها ووتيرتها كلما اقتربت ساعة الولادة الحقيقية.

في الولادة الطبيعية تعتمد النساء على تقنيات الإسترخاء والتحكم في التنفس للمساعدة في تخفيف الألم , قد يتبادر إلى ذهنكِ الآن أن الولادة بدون المسكنات مستحيلة ولكن هناك عدة أسباب قد تجعلكِ تفضلين الولادة الطبيعية عن غيرها مثل :

• لا تحتاج المرأة الحامل إلى نقل دم، وهذا بفضل أن الجسم يقلل من إفراز بعض الهرمونات مثل الاكسيتوسين (Oxytocin) ولكن عند نقل الدم تزيد نسبة الهرمونات، التي قد تعرض للإصابة بالالتهاب الرئوي.
• الوقاية من حدوث اضطرابات لدى الجنين، لأنه في الولادة الطبيعية لا تأخذ المرأة أي أدوية أو حقن تؤثر على الجنين.
• تكون الرضاعة أسهل بكثير على الأم لأنها لاتحتاج إلى وقت طويل للتعافي من الولادة ، مما يجعل الرضاعة أسهل بكثير من الرضاعة في حالة الولادة القيصرية.
• تساعد في نمو رأس الطفل بشكل صحي وبوظائف سليمة، حيث تتم زيادة إفراز البروتينات في رأس الطفل حين تكون الولادة طبيعية.
• تقلل من إصابة الطفل بأي مشكلة في الجهاز التنفسي، لأنه أثناء الولادة الطبيعية تحدث تغيرات في الهرمونات، والتي تساهم في جعل رئة الطفل تنمو بشكلٍ كامل وتعمل بشكل جيد جداً.
• تستطيع الأم بعد الولادة الطبيعية أن تأكل وتشرب بشكل طبيعي، مما يجعلها أكثر قوة وتحمل وبصحة أفضل ، ولكن في الولادة القيصرية يحدث خلل ونقص في الغذاء، مما يؤدي إلى حدوث جفاف لدى المرأة وزيادة إرهاق، ونقص نسبة الصوديوم في الدم.
• تحمي الطفل من الإصابة بالعديد من الأمراض مثل: الحساسية والالتهابات المختلفة، لأن الولادة القيصرية تُفقد الطفل العديد من البكتريا الجيدة الموجودة في جسم الأم، والتي تحميه من الإصابة بأي مرض، أي أن جهازه المناعي يصبح أضعف.

 

ولكن كما أن هناك مميزات للولادة الطبيعية فإنه وفي بعض الحالات لا نفضل فيها اختيار الولادة الطبيعية كالحالات التالية:

•  حالات التوائم المختلفة حيث يصعب خضوع الحامل فيها للولادة الطبيعية.
• كبر حجم رأس الجنين فإن هذه الحالة تتطلب تدخلًا جراحيًا .
• الوضعية الخاطئة التي يتواجد عليها الجنين داخل رحم الأم والتي لا تسمح بنزوله إلى منطقة الحوض وبدء المخاض بشكل طبيعي.
• صغر مساحة منطقة الحوض وعدم وجود توافق بين قياسات حوض الأم و رأس الجنين تسمح بنزول الرأس بسهولة بداخل الحوض .
• إصابة القناة المهبلية للحامل بعدوى معينة يمكنها أن تنتقل إلى الطفل في حالة الولادة الطبيعية مثل الفيروس الحليمي البشري و عدوى الهربس التناسلي .
• إصابة الأم الحامل بأحد الأمراض المزمنة مثل الإصابة بمرض القلب فهذه الحالة يصاحبها خطر التعرض لمجهود الولادة  الطبيعية.
• وضعية المشيمة الساقطة والتي توجد فيها المشيمة في الجزء السفلي من الرحم حيث تعوق نزول رأس الجنين بشكل طبيعي إلى الحوض ليبدأ المخاض.

ماهي مراحل الولادة الطبيعية ؟!

• مرحلة الطلق : عبارة عن مجموعة من الانقباضات التي تحدث داخل الرحم، وينقسم الطلق إلى طلق مبكر وطلق نشط، وفي هذه المرحلة تشعر المرأة الحامل بتقلصات وانقباضات في الرحم بشكل منتظم مما ينتج عنه انفتاح في عنق الرحم وبالتالي يستطيع الجنين الانسياب والوصول إلى قناة الولادة.
• مرحلة الولادة : تتلخص المرحلة الثانية في عملية الولادة الطبيعية، من خلال دفع الأم للجنين إلى الخارج من خلال الانقباضات و تستغرق هذه المرحلة من دقائق إلى عدة ساعات حسب حالة كل امرأة على حده، يطلب الطبيب المختص أثناء هذه المرحلة من المرأة الحامل أن تزيد من الانقباضات لديها عن طريق الدفع بقوة كما يطلب منها الإبطاء في بعض الأوقات من أجل السماح للأنسجة داخل المهبل بالتوسع والتمدد المرن دون حدوث أي تمزق، وبعد ذلك يتم إخراج الطفل من رحم الأم، ويبدأ بإخراج رأس الطفل أولا، ثم باقي جسم الطفل بعد ذلك، وأخيراً يتم قطع الحبل السري الخاص بالمرأة.
• مرحلة نزول المشيمة : بعد خروج الطفل تأتي مرحلة إخراج المشيمة ، و خلال هذه المرحلة تشعر الأم براحة كبيرة، حيث تقوم المرأة بعملية الدفع من أجل إنزال المشيمة وكل بقاياها، بعد نزول المشيمة يقوم الرحم بعملية الإنقباض والإنبساط ويستمر الأمر حتى يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي مرة أخرى.

 

 

متى يمكننا تحديد نوع الولادة؟!

يتم تحديد نوع الولادة سواء كانت طبيعية أو قيصرية بعد مرور الأسبوع السادس والثلاثين من فترة الحمل، أو بمعنى أوضح منذ دخول المرأة الحامل في شهرها التاسع من فترة الحمل ، وتختلف المدة الزمنية لعملية الولادة الطبيعية من حمل لآخر ومن امرأة إلى أخرى، فالمرأة التي تلد لأول مرة لا تلد سوى بعد أربعين أسبوعاً من الحمل.

ومن المحتمل أن تستكمل المرأة الحامل الأسبوع الأربعين وبالتالي يمنحها الطبيب المختص مدة زمنية أخرى تصل إلى أسبوعين حتى يبدأ مخاضها بشكل طبيعي، وبعد انتهاء هذه الفترة إن لم يبدأ مائها في النزول، فإن الطبيب يخضعها إلى عملية الولادة القيصرية، وذلك في حالة ظهور بعض المشاكل التي تؤدي إلى عدم إمكانية الولادة الطبيعية وهنا يلجأ الطبيب للجراحة أي للعملية القيصرية فيشق بطن آلام جراحياً لخروج الطفل.

 

طرق تسهيل الولادة الطبيعية :

 

ينصح الأطباء الحامل في الشهور الأخيرة من الحمل بالإستعداد الجيد عن طريق تقوية عضلات الحوض والظهر للإستعداد للولادة، وإليك بعض النصائح لتسهيل الولادة الطبيعية:

• المشي، فالمشي يساعد على إنزال رأس الجنين داخل الحوض مما يسهل عملية نزوله أثناء الولادة.
• تمارين كيجل والتي تساعد في توسع عنق الرحم وتقوم بتقوية عضلات الحوض.
• ممارسة العلاقة الحميمة في الشهور الأخيرة من الحمل تساعد على تسهيل الولادة.
• محاولة الإسترخاء لتجنب زيادة هرمون الأدرينالين في الدم لأنه يعمل كمضاد لهرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن الطلق والمخاض، لذا ننصحك بمحاولة الاسترخاء وممارسة التنفس العميق.
• تناول بعض الأعشاب المعروف عنها أنها تساعد في تسهيل الولادة مثل:  الزعتر، والينسون، والمريمية، والحلبة والعسل، والقرفة.

 

متى يعود المهبل إلى طبيعته بعد الولادة الطبيعية؟

 

 من المؤكد أن المهبل سوف يتمتد بعد الولادة مباشرة، لكنه سيبدأ في التقلص وتستعيد العضلات قوتها خلال أيام قليلة، ويعتمد ما إذا كان المهبل سيعود إلى حجمه الأصلي أم لا على عدد من العوامل مثل: الجينات، وحجم الطفل، وعدد الأطفال في حالة التوائم، وما إذا كانت الأم تقوم بتمارين كيجل بانتظام.

81 Comments

Categories

Recent Post

Tag Cloud